كانت بطة في قرية بعيدة تسبح كل يوم في بركة صغيرة.
ولكن ذات صيف، جف ماء البركة، فحزنت البطة حزناً شديداً وتساءلت:
-متى يسقط المطر فتمتلئ البركة بالماء؟
فسمعها عصفور وقف، لتوه، على غصن شجرة. فقال لها:
-في الشتاء طبعاً.
قالت البطة:
-وهل انتظر مجيء الشتاء حتى تمتلئ البركة بالماء؟
أنا عطشى جداً. وأرغب في السباحة.
فسأل العصفور:
-ولماذا لا تطيرين إذن إلى بحيرة ما؟ أعرف بحيرة تحيط بها الأشجار من كل جانب.
فقالت البطة:
-وهل هي بعيدة؟
فأجاب العصفور:
-لا، إنها وراء هذه التلال.
فقالت البطة:
-لا أقدر على الذهاب إلى هناك، لأني لا أستطيع الطيران.
وسأل العصفور:
-عجباً كيف لا تستطيعين الطيران وأنت تملكين جناحين كبيرين؟
قالت البطة:
-حقاً إني أملك جناحين كبيرين ولكنهما لا يقويان على حملي.
سأل العصفور:
قصة
-لماذا؟
قالت البطة:
-لقلة الاستعمال يا عزيزي العصفور. لم أكن أحتاج إليهما في القرية. كنت أتنقل على رجلي، والتقط طعامي من هنا وهناك، فلم أفرد جناحاً يوماً وأحلق في الفضاء.
فقال العصفور:
-وهكذا ثقل وزنك، وضعف جناحاك فلم تعودي قادرة على الطيران.
فهزت البطة رأسها بالإيجاب. وتابع العصفور:
-وآثرت حياة الراحة والكسل في القرية على حياة السفر والرحيل؟
أجابت البطة بندم:
-نعم هذا ما فعلت حقاً.
فقال العصفور:
-يا للأسف تحملين جناحين ولا تطيرين بهما. سمعت طفلاً يقول مرة: ليتني أملك جناحين كي أطير بهما.
ورفرف العصفور بجناحيه فقالت البطة:
-احملني معك إلى البحيرة أيها العصفور، فإني أكاد أهلك عطشاً.
فقال العصفور وهو يغادر الشجرة طائراً:
-لا أستطيع يا عزيزتي البطة. كل عصفور يطير بجناحيه.
ثم تركها وحلق في الفضاء باتجاه البحيرة. عندئذ صفقت البطة بجناحيها وحاولت أن تقلد العصفور في الطيران. لكنها كانت ثقيلة جداً فلم تستطع أن ترتفع فوق الأرض.