رندا تلعب
رسمت رندا بطباشيرها الملونة على الحائط ولداً صغيراً، ولما تأملته الفته عابس الوجه، فسألته: "ما اسمك يا ولد؟".
قال الولد العابس الوجه: "اسمي وضاح. لماذا تسألين؟".
قالت رندا: "أنا أبغي مساعدتك. لماذا أنت حزين؟".
قال وضاح: "ضاعت طابتي".
فضحكت رندا، وبادرت إلى رسم طابة كبيرة ذات ألوان حمراء وزرقاء وبيضاء، ففرح وضاح، وسارع إلى اللعب بها، فقالت له رندا: "دعني ألعب معك".
فلم يوافق وضاح، فغضبت رندا، ورسمت بالطباشير نهراً أزرق كثير المياه.
رمي وضاح الطابة بقوة إلى أعلى، فطارت ثم سقطت في النهر، فبكى وضاح منادياً الطابة التي حملتها مياه النهر بعيداً عنه.
قالت رندا: "لا تبك".
ظل وضاح يبكي حتى أشفقت رندا عليه، ورسمت دراجة لها ثلاثة دواليب، فشهق وضاح مغتبطاً، وامتطى الدراجة مطلقاً صيحات قصيرة حادة مرحة، ولكنه فجأة زال فرحه، وعبس وجهه، فسألته رندا: "ما بك؟".
قال وضاح: "أنا جائع".
قالت رندا: "اذهب إلى بيتك وكل".
قال وضاح: "لا بيت لي".
قالت رندا: "إذن اذهب إلى مطعم".
قال وضاح: "لا نقود معي".
قالت رندا مبتسمة: "أنا مثلك جيوبي فارغة خاوية".
فبكى وضاح مردداً: "أنا جائع. أنا جائع".
احتارت رندا ولم تدر ما تفعل، ولكنها بعد تفكير قليل، أخرجت من جيبها منديلاً، وبللته بماء النهر ومسحت به ما رسمت على الحائط، فتلاشى عندئذ وضاح والدراجة والنهر، وظلت رندا تقف وحدها محنية الرأس حزينة لأن ولداً صغيراً لم يجد ما يأكل.