خـواطــــــــــر مـنـتــحـــــــــــر

وهذه الحكاية ...........

في البداية وحتى لا أطيل عليكم ، فأنا أعرف تمام المعرفة أنني منتحر ، وأنوي النية قبل أن أقوم بالإنتحار بقوة عزيمة وإصرار على ذلك ، حيث أشتري الوسيلة التي أستخدمها في الإنتحار بملء إرادتي ، وهي علبة مكتوب عليها تؤدي للوفاة...

أقرأ ما عليها وأفهمه جيدا ثم أبدأ في عملية الإنتحار البطئ ، كما أنني أعرف أني سوف أحاسب يوم القيامة كمنتحر ...

والغريب أنني عندما أفتح تلك العلبة المكتوب عليها تؤدي للوفاة وأضع جزءا منها بفمي وأدخنها أي أبدأ في الإنتحار، أجد الناس تراني وأراهم وكثير منهم يفعل مثلي وبعضهم يتركني حتى أنهي ما بيدي ، إذا ما إختلفت وسيلة الإنتحار عند الآخرين حيث نجدهم يحاولون الإمساك بهذا المنتحر بعلاجه في مصحة أو منعه بقوة إذا ما رأوه يمسك علبة مكتوب عليها تؤذي للوفاة ... ومحاولة أخذها منه بالإبلاغ عنه بمرضه النفسي أو ضعفه الديني ... إلخ .

فهل أنا منتحر لأني أعلم علم اليقين أن هذه العلبة تؤدي للوفاة , فما هو مصير من يقتل نفسه عمدا , وكيف أقبل على الله في الصلاة والتي بعد أن أنهيها أقول
سبحان الله ... والحمد لله .. والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة لكل منها ثم أتمها بلا إله إلا الله , ثم تجدني بعد ذلك أفتح العلبة المكتوب عليها تؤدي للوفاة وأشرب جزء منها مرة أخرى , وأنا أعرف أن كل ما أفعله بنفسي ويؤدي للوفاة يعتبر إنتحارا ،
وكيف أنوي الصيام لله ثم يأتي وقت الإفطار فأتبع سنة الرسول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحيانا وآخذ بضع تمرات ثم ما ألبث أن أفتح العلبة اللعينة المكتوب عليها تؤدي للوفاة ، وكثيرا لا أستطيع أن أصبر عليها فأفتح العلبة مباشرة وأشرب منها بعد الإفطار مرة أخرى .......

ماذا سأقول لله عندما يسألني يوم القيامة ، هل كنت أعلم و أنا أشرب هذه العلبة أنها تؤدي للوفاة ، وأقول لم أكن أعلم حينها أنها تؤدي للوفاة ، و بالتالي فأنا أعلم أنني أقتل نفسي ......


عندها فقط كيف ستكون النهاية وأنا بين يدي ربي ..........